السبت، 22 أبريل 2017

الكتابة تشبه العسير من الولادة

الكتابة تشبه العسير من الولادة

مجدى شلبى:
عندما عزمت على إصدار كتابي الأول (لهذا وجب التنبيه!) لم أكن أتصور أن الكتابة تشبه العسير من الولادة؛ فقد جاءني مخاض الفكر، الذي على كل حال... يشبه لحدٍ كبير مخاض أم العيال!.
فوضعت النقاط فوق الحروف الرشيقة، و السكينة على رقبة خروف العقيقة المهيب، بعد أن سددت الأربعة، و استنفد الأب مامعه، خرج الوليد من المطبعة بثوب قشيب؛ 
فاستقبلته استقبال الحبيب للحبيب، باعتباره أول فرحتي، و ماسح دمعتي، و مخفف معاناتى، و مؤنس وحدتى... و دليل قدرتي على الإنجاب في زمن العقم العقيم...
و لما كان العقل السليم في الجسم السليم؛ توكأت على كتف كتابي لأثبت عكس ما بي من علل و أوجاع، و ترحم على ما ضاع، و انتظار لسراب خداع...
و لأن ابني علىَّ لا يهون؛ فقد أحجم عن شرائه الزبون... و لم يمنعني هذا من تكرار الإنجاب ، على طريقة ياباب هات (كتاب)!.
إلا أن الكتاب الأول كالابن الأول ذهب ضحية التدليل؛ ففشل في الدراسة و العمل، لكنه نجح نجاحاً باهراً في الضحك على ذقني و اقتناص حبى، و ارتباط اسمه باسمى: أبو (لهذا وجب التنبيه !): مجدى شلبى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نُشر هذا المقال بالعدد رقم 28 من مجلة أشرعة التي تصدر عن رابطة أديبات الإمارات بالشارقة ضمن ملف هذا العدد الذى يجيب على السؤال: لكل منا إحساس و شعور معين نحو أول كتاب؛ هل لك أن ترسم هذا الإحساس؟